اللهم صل ِعلى محمد وآل محمد
وعجل فرجهم ياكريم
معرفة آلِ محمد برائة من النار
وحب آلِ محمد جواز على الصراط
والولاء لآلِ محمد امان من العذاب
من ساعات القيامة المهولة
ساعة خروج الإنسان من قبره
وهذه الساعة هي إحدى الساعات الثلاثة
التي هي أصعب وأوحش الساعات على أبناء آدم
يقول الله تعالى في سورة المعارج
فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ..
يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون ..
خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون..
روي عن ابن مسعود أنه قال
كنت جالساً عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال
إن في القيامة لخمسين موقفاً كل موقف ألف سنة
فأول موقف خرج من قبره
حبسوا ألف سنة عراة جياعاً عطاشاً
فمن خرج من قبره مؤمناً بربه ومؤمناً بجنته وناره
ومؤمناً بالبعث والحساب والقيامة
مقراً بالله مصدقاً نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)
وبما جاء من عند الله عزوجل نجا من الجوع والعطش
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة
وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين
لنقاش الحساب وجزاء الأعمال
خضوعاً قياماً قد ألجمهم العرق ورجفت بهم الأرض
فأحسنهم حالاً من وجد لقدميه موضعاً ولنفسه متسعاً
وروى الشيخ الكليني عن الإمام الصادق (عليه السلام)
مثل الناس يوم القيامة
إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب
ليس له من الأرض إلا موضع قدمه
كالسهم في الكنانة لا يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا
وبالجملة فإن هذا الموقف موقف عظيم..
ومن المناسب أن نذكر بعض الأخبار
في أحوال بعض الأشخاص عندما يخرجون من قبورهم
الأول
روى الشيخ الصدوق عن ابن عباس قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الشاك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)
يحشر يوم القيامة من قبره
وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعبة
على كل شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه
الثاني
روى الشيخ الكليني
عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنه قال
إن الله تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة
ناساً من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم
لا يستطيعون أن يتناولوا قيد أنملة
معهم ملائكة يعيرونهم تعييراً شديداً يقولون
هؤلاء الذين منعوا خيرا قليلاً من خير كثير..
هؤلاء الذين أعطاهم الله فمنعوا حق الله في أموالهم
الثالث
روى الشيخ الصدوق في حديث طويل
ومن مشى في نميمة بين اثنين
سلط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة
وإذا خرج من قبره سلط الله عليه تنينا أسود
ينهش لحمه حتى يدخل النار...
الرابع
وروى عنه (عليه السلام)
ومن ملأ عينيه من امرأة حراماً
حشاهما الله عزوجل يوم القيامة بمسامير من نار
وحشاهما ناراً حتى يقضى بين الناس
ثم يؤمر به إلى النار
الخامس
وروى عنه صلوات الله عليه
أنه قال
إن شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسوداً وجهه
مزرقة ً عيناه
مائلاً شدقيه
سائلاً لعابه
دالعاً لسانه من قفاه
وفي (علم اليقين) للمحدث الفيض :
روي في الصحيح
أن شارب الخمر يحشر والكوز معلق في عنقه
والقدح بيده
وهو أنتن من كل جيفة على وجه الأرض
يلعنه كل من يمر به من الخلائق
السادس
روى الشيخ الصدوق عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)
أنه قال
يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعاً لسانه في قفاه
وآخر من قدامه يلتهبان ناراً حتى يلهبا جسده
ثم يقال له
هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين ولسانين يعرف بذلك يوم القيامة
ورد في حديث لمن شيع جنازة
أوكل الله به ملائكة معهم رايات يشيعونهم من قبورهم إلى محشرهم