اجد كلماتي مخفية وراء السطور
كزهرة انتزعت من الجذور
كشمس لم تعد باستطاعتها ان تجلب النور
كنجم تاه في اوسع ساحات القصور
كنغم سماوي انتهى قبل ظهور القمر
كعازف بيانو في القاعة لم يعد لي ظهور
كعصفور من شدة الرياح جناحه انكسر
نعم,انا ..انا من اصدرت حكم الاعدام على نفسي
انا من دخلت سجن الابدية وحدي
انا من كان مخفيا في تلك الصور
صور الماضي الغامض المخيف
الماضي المليء بالوحشة والقهر
ماضي كان قبل شهر,قبل سنة,قبل دهر
دهر احييه بدموعي التي كادت ان تفقد لي البصر
دهر احييه بانفاس مستمرة تدخل في احشائي كالجمر
العذاب,هذا ما كان يخبئ لي القدر
لم اشعر يوما في النصر
اعزف لحنا سماويا ,عزفي لم يعجبه الجمهور
جمهوري قلبه من حجر
جمهوري شعب لم يوهمني يوما بالانتصار
متى ساشعر بهذا الشعور؟
لم يبقى شيئا الا ان انتظر
لم اشعر بالافتخار يوما
ينعتوني بالمغرور عندما افتخر
كلما اردت ان استقر في احشاء هذا الوطن
لم يعد لحريتي اثر
فيا عين لا تبكي لجروح لن يضمدها الا الموت
لا تبكي لايام ذهبت هدر
لا تبكي يا عين مهما حصل
فهذا هو الذي اسميه بالمصير
اني مشتاق للرحيل يا وطن
فلم يعد لي فالوطن مكان
فقد تلاشى حنيني اليك
ضعفت قوايا من صمود كان من اجلك
من دموع ملأت الروح فتمزق الجسد
من نفس اوهمت نفسها بخلود الثورة
من انسان اصبح ضحية الدمار
لم تصمد حروفي من تلك الثورة
فتلاشت كل الاشعار
اشعر بان خلودي فهذا الوطن عار
فان صمودي فيه مستحيل
ولكن لا اريد ان اموت قتيل
للاسف,لا استطيع بان امكث بين جمهوري
جمهوري ارواح من صخور
يوهمني دائما بالانتحار
اما الوطن,فاني خلقت لاجله
قلب كان ينبض لاجل الحياة فيه
انقبض و تقلص من رؤية الدمار
انسان علق كل الامال على جدرانه
يرى الوطن امامه ينهار
كالعصفور يبحث عن عش يمكث فيه حتى النهار
كنت اتمنى بان اسكن في عش الابدية
ولكن اصبح كل شيء مستحيل
لم نعد احرار
اصبحنا ليس الا قصة من قصص شهريار
اشعر بالهلاك في هذا الوطن
وكاني الشمعة تقلصت من الانصهار
من صمودي في هذا الوطن
لم يبقى شيئا افعله
اما ان اكمل عزف النغم السماوي او اتوقف عن الاستمرار
ولكن لم تتح الفرصة لي بان اختار
فحل السكون في ساحة الجلالة و اسدل الستار