قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}النور: 3
فلولا نوره تعالى، لتراكمت الظلمات؛
ولهذا: كل محل، يفقد نوره، فثمّ الظلمة والحصر،
ولما كان هذا من نور الله تعالى، وليس كل أحد يصلح له ذلك، قال:{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}
ممن يعلم زكاءه وطهارته، وأنه يزكي معه وينمو.
{وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ}ç
ليعقلوا عنه ويفهموا
لطفـًا منه بهم،
وإحسانـًا إليهم،
وليتضح الحق من الباطل،
فإن الأمثال تقرب المعاني المعقولة من المحسوسة، فيعلمها العباد علمًا واضحًا
{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}فعلمه محيط بجميع الأشياء،
فلتعلموا أن ضربه الأمثال، ضرب من يعلم حقائق الأشياء وتفاصيلها،
وأنها مصلحة للعباد،
فليكن اشتغالكم بتدبرها وتعقلها، لا بالاعتراض عليها، ولا بمعارضتها، فإنه يعلم وأنتم لا تعلمون.